بينما يدعم الاتحاد الأوروبي إسبانيا دون تحفظ.. الجامعة العربية تلوذ بالصمت في قضية سبتة ومليلية
نجح رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، خلال اجتماعه مع رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي، الاثنين، في الحصول على الدعم اللازم بخصوص الصراع مع المغرب حول سبتة ومليلية، وذلك عقب أزمة الهجرة غير النظامية التي طفت على السطح يوم 17 ماي 2021، حيث اعتبرت المنظمة أن المدينتين "جزء من الحدود الأوروبية"، في الوقت الذي لم يصدر فيه عن جامعة الدول العربية أي موقف علني مساند للمغرب.
وقال شارل ميشيل، رئيس المجلس الأوروبي، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الإسبانية الرسمية "إيفي"، إن رئيس الوزراء الإسباني قدم "معلومات واقعية حول ما حدث في سبتة"، موردا "نؤكد مرة أخرى التضامن الأوروبي الكامل مع الحكومة الإسبانية فيما يتعلق بقضية الهجرة هذه ولحماية الحدود الخارجية لإسبانيا التي هي في الواقع حدود أوروبية أيضا"، علما أن هذه القضية حُركت من طرف رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراجي في إطار التضامن مع مدريد في قضايا الهجرة.
وكان من الممكن أن يكون الدعم الأوروبي لإسبانيا ضد المغرب أكثر حدة، وفق ما ألمحت له "إيفي" التي نقلت عن مصادر دبلوماسية قولها إن مدريد لم تسع لرد فعل "عنيف" من طرف الدول الـ27 لأنها ترى أن الدعم المعبر عنه من طرف الاتحاد الأوروبي أبح واضحا، مضيفا أن سانشيز ذكر أن الرباط لن تجد حليفا أفضل أو أكبر من الإسبان داخل الاتحاد الأوروبي للدفاع عن مصالحه الاستراتيجية المهمة، لكنه أورد أيضا أن علاقات الجوار مع المغرب يجب أن تقوم على ركيزتي "الثقة واحترام الحدود".
وبالتزامن مع ذلك، لا تزال جامعة الدول العربية تلتزم الصمت تجاه هذا الموضوع متفادية الإعلان عن أي دعم رسمي للرباط، وهو أمر لا يتماشى حتى مع مواقفها السابق التي تؤكد أن سبتة ومليلية مدينتان مغربيتان محتلتان، على غرار القرار ما ورد في بيانها سنة 2007 خلال زيارة ملك إسبانيا السابق، خوان كارلوس الأول، إليهما، حين أعربت عن "تأييدها الكامل لمطالب المغرب الخاصة باحترام حقوقه العادلة في المدينتين"، لكن مع الدعوة إلى حل القضية بـ"الحوار الدبلوماسي والطرق السلمية".
والأدهى من ذلك هو أن دولا داخل الجامعة العربية تقف إلى جانب إسبانيا في هذا الملف، على غرار الجزائر الداعية بشكل رسمي لـ"الحفاظ على الحدود الموروثة من الاستعمار"، وهو المنطق الذي تبرر به دعم جبهة "البوليساريو" الانفصالية أيضا، وعبرت عنه في 2002 بإعلان حكومتها الوقوف إلى جانب مدريد في أزمة جزيرة ليلى، ثم في بداية العام الجاري حين أعلنت عن مشروع إنشاء خط بحري بين الغزوات ومليلية.
تعليقات
بإمكانكم تغيير ترتيب الآراء حسب الاختيارات أسفله :